Pages

Sunday, April 25, 2010

الذكري الثامنة والعشرون لتحرير سيناء


نحتفل اليوم بالذكري االثامنة والعشرين علي تحرير طابا آخر شبر من تراب سيناء الحبيبة، هذا الجزء من أرض مصر الذي ظل طوال التاريخ أرضا للحروب تروي بدماء المصريين والغزاة من كل لون، وقد تحولت اليوم إلي جزء من التراب المصري يروي بالماء ويساهم في مسيرة التنمية، وهذه قصة لا تقل في عظمتها ولا بطولتها عن معارك التحرير، لم تساوم مصر علي مصرية شبر من أرض سيناء، وكان المفاوض المصري علي مستوي المقاتل المصري صلابة وتمسكا بأرضه. ولأن عيد تحرير سيناء ارتبط برفع العلم علي طابا، فإن قصة تحرير هذه البقعة الصغيرة تستحق أن تروي للأجيال الجديدة التي لم تعاصر تحرير طابا. كان حادث المنصة المروع نقطة فاصلة في تاريخ مصر.. تصورت إسرائيل أنه سيضع حدا للتفاوض مع مصر التي تسلم الرئيس مبارك قيادتها وسط أنواء وعواصف داخلية وخارجية، فقد تسلم الحكم بينما كان هناك مجموعة كبيرة من خيرة السياسيين والمفكرين في المعتقلات، وتركة مثقلة بالديون وعزلة وسط المحيط العربي. وتصورت إسرائيل أن هذا يعطيها الفرصة في التنصل من إكمال الانسحاب من سيناء، ولكنها فوجئت بأن الطيار الذي قاد الضربة الجوية هو نفسه الرئيس الذي يحكم مصر بكل صلابة وبدون أي استعداد للتنازل عن حبة رمل واحدة. وكانت معركة التحكيم لاستعادة طابا، وأثبت المفاوض المصري صلابة وشراسة وقدرة علي جمع الوثائق والمستندات من لندن إلي اسطنبول مرورا بالوثائق المصرية، وكسبت مصر معركة التفاوض كما كسبت الحرب عام .1973

هذا الحوار دار أدلي به الرئيس الراحل أريل شارون بمناسبة مرور ثلاثين عاماً علي حرب أكتوبر بحوار إلى المجلة الأسبوعية "المقاتل" الناطقة باسم منظمة ضحايا الحرب بالجيش الإسرائيلى وجاء بالحوار ما يلى:-

* يوم الجمعة الخامس من أكتوبر 1973 أين كنت سيدى رئيس الوزراء وأين كنت فى اليوم التالى عند نشوب الحرب؟

- شارون: لقد بدأت الحرب وكنت فى المزرعة الخاصة بى فى مدينة زئيف عندما جاءنى من يخبرنى إن الجيش الإسرائيلى يقوم باستدعاء الاحتياط وإن فرقتى مطلوبة على الفور أعطيت أوامرى باستدعاء الفرقة رقم 143مدرعة وأذكر إننى وقبل الحرب بأسبوع كامل كنت فى زيارة لقناة السويس عندما لاحظت إن هناك بعض التحركات المصرية المريبة وأكدت للجميع إن المصريين ينوون الحرب ولكن أحدا لم يصدقنى.

* فى البداية هل ظننت إن وحدتك ستخوض نزهة فى سيناء كما خاضتها عام 1973؟!

- شارون: لا أنكر إننى كنت أفعل ذلك وفكرت فى إنها مجرد نزهة ولكن الحقيقة إن جنودى عاشوا جحيما لا يطاق فى هذا الوقت وكان الجميع يتخيلون إن المصريين لن يستطيعوا التوغل فى سيناء أو حتى مجرد عبور قناة السويس ولكن المستحيل حدث والمصريون خدعونا ولقد لاحظت وبسهولة إن مصر تنوى تطوير الهجوم ومنحت القيادات فكرة لشن عملية مضادة ضد القوات المصرية ولكن الجميع رفضوا هذه الفكرة.

* من الذى رفض تلك الفكرة؟!

- شارون، الجميع رفضوها ولم يفكروا للحظة واحدة فى الهزيمة الساحقة التى قادنا إليها المصريون وإن كانوا بعد ذلك وافقوا ولكن طلبوا فقط تأجيل الموعد.

* ولكن ماذا عن رأيك فى حرب الجنرالات التى نشأت عقب الحرب؟

- شارون لقد هزمنا ولا أريد التحدث فى شئ آخر.

* إذا دعنا نتحدث عن الثغرة التى قدتها سيدى رئيس الوزراء وخضت بها حتى غرب القناة؟!

- لقد بدأنا بالفعل الثغرة فى يوم الرابع عشر من أكتوبر وساتطعنا خلال فترة قصيرة للغاية أن نصبح على بعد عدة كيلو مترات قليلة من القاهرة ذاتها وعلى الرغم من الخسائر الضخمة التى تعرضنا لها إلا إننا نجحنا فى ما كنا نصبوا غليه وضربنا الجبهة المصرية فى عمقها وطلبت فقط أن نطور هذا الهجوم فى يوم السادس عشر من أكتوبر خاصة وأن الوضع كان قد هدأ تماما على الجبهة المصرية ولكننى فوجئت بأن كافة القيادات الإسرائيلية ترفض تطوير الهجوم.

* أى تلك القيادات رفضت ذلك بالتحديد؟!

- شارون الجميع رفضوا ذلك من موشيه ديان إلى جولدا مائير وبالنسبة لتلك الأخيرة فيجب أن أقول إن جولدا مائير قد تكون سياسية جيدة ولكنها أبدا لم تكن سياسية بالثراء عسكرية بارعة فلقد سخر منها المصريون سخرية لم تحدث من قبل ولقد تسببت هى ورفاقها فى تدمير إسرائيل تدمير تام وبدلا من منح الخبراء العسكريين فرصة العمل إذا بها تساهم فى قتل وأسر الآلاف من المقاتلين اليهود.

وهكذا عندما درس الساسة الموضوع ووافقوا عليه سقطنا جميعا تحت وطأة الهجوم المصرى فى الثامن عشر من أكتوبر 1973!


Stumble
Delicious
Technorati
Twitter
Facebook